تقويم المتربي
· لا انفكاك بين عملية التربية وعملية التقويم ، وكلما كانت مهارتك عالية في التقويم ، كلما كنت أكثر دقة في تحديد شخصية المتربي وما الذي يحتاجه بالضبط .
· تكمن خطورة التقويم في كونها الأرضية التي تبني عليها كل خططك المستقبلية مع المتربي ، إنك عندما تخطيء في تقدير احتياجات المتربي فإن هذا يعني أنك ستضيع جهوداً كبيرة في أمور لا يحتاجها المتربي أو أنه تجاوزها منذ زمن بعيد .
· أظنك توافقني على أن النفس لها عاطفتها الشخصية فتحب وتكره وتود وتند إياك أن تجعل هذه الميولات حكماً على آرائك وتقويمك للأفراد ، وإذا كنت من أصحاب العاطفة الجياشة فاحرص على أن تجعل تقييمك بعيداً عن الاجتهاد الشخصي مضبوطاً بالحقائق والوقائع والإنجازات .
· يتأثر بعض المربين في تقويمهم بميولاتهم واهتماماتهم الخاصة ، فيحتفون بالأفراد الذين تتوافق قدراتهم مع قدراتهم ، ومواهبهم مع مواهبهم ، إنه مزلق خطير قد تقع فيه دون أن تشعر بذلك .
· كم يخطيء أولئك المربون الذين يحصرون مفهوم التقويم في الجرح والنقد ، إن تقويم المتربي يهتم بتطوير الصواب تماماً كما يهتم بتصحيح الخطأ ، فالتقويم ليس عملية جرح خالية من التعديل .
· لا بد أن يكون لك نظرة فاحصة واضحة ومستقلة في المتربي ، إن استئناسك برأي الآخرين واستشارتهم لا تعني أن تكون أسيراً لنظراتهم وتقويماتهم .
· تذكر أنك لا تقوِّم تمثالاً جامداً ، وإنما إنساناً حيوياً متغيراً ، إن هذا يجعلك تعيد تقويمك للمتربي بين كل فترة وأخرى ، فالناس قد يتغيرون وتثبيت التقويم يظلمهم أو يظلمك أنت .
· أرجو ألا تكون من أولئك المتأثرين بقاعدة : ( أبيض أو أسود ) إنهم أصحاب تلك النظرة التقويمية التي لا ترى في المقوّم إلا صواباً خالصاً أو سواداً خالصاً ، إن النفوس تحتوي على خطوط متداخلة كثيرة ، والمربي الحاذق هو الذي يستطيع أن يميز بين هذه الخطوط بشكل دقيق وواضح .